“Book Descriptions: ولكن، للأسف، لا شيء يكتمل. فمقابل كلّ تلك الصفات الإيجابية التي يتحلّى بها ابن اختي، كانت شخصيته لا تخلو من نواقص خطيرة. فطيبة قلبه زائدةٌ بعض الشيء، وقد تصل أحياناً حتى السذاجة. فهو يعامل الأجراء السود كما لو كانوا أصدقاءه الخلّص. لا يكفُّ عن الدردشة معهم ولا يكفُّ عن ممازحتهم. أقول له إن العبيد أناسٌ ليسوا مثلنا. فهم لا يحملونَ لنا، نحن معشر البيض، غيرَ الكره، ولا يضمرون لنا إلا الشر والضغينة. أُخبره مراراً وتكراراً أن العبيد يرون في الطيبة سذاجة، وفي المودة ضعفاً. ما يشجّعهم على سرقتنا. ولكنّ الشابَ عنيدُ المراس. يظنّ أنه يفهم أكثر من غيره. يجادل بإصرار، ويخلص دائماً إلى أن الزنوج ضحايا أزمنة طويلة من الإستعباد. فمن ذا يقنعُه أن الحياة مدرسةٌ، وأن ما تعلمتُه أنا فيها، لن يجدَه في كتابه السميك الذي ما فتئ يحمله معه إلى المتجر كل يوم؟ من ذا يقنعه أنه ربما عرف أشياءً ولكنّه سها عن معرفة أبسط الأشياء المتمثّلة في كون الضحية، كالجلّاد، يبحث عن فريسة أيضاً.” DRIVE