“Book Descriptions: «كل قناعات البشر فانية»، كما كتب مونتين. وأن نحصّل هذا الرضا، بكل ما يحبل به من معنى، لهو أمر يخص كل واحد منا. هذه اللذة الحاضرة، هذه الفرحة الماثلة أمامنا، هذا الحب المعايش، لا حيلة للموت معها. هل ستكون كما لم تكن؟ لاريب في الأمر، كشأن كل ما كان وكل ما لم يعد. بيد أن ذلك لا يقلل من قيمة اللذة والبهجة والمحبة شيء يذكر، بل إني أؤكد أن أهميتها القصوى تكمن رأسا في ندرتها، ومداها المقتضب سلفا، وتفرّدها. الموت هو القاعدة، الحياة هي الاستثناء منها. غير أن القاعدة لا يستقيم وجودها إلا من خلال الاستثناء الذي يمثّل تحديا لها من غير أن ينتهكها، الذي يزكيها من غير أن يفرط فيها. هذا الذي نعيشه، والذي سيسلبه الموت منا، لا يمكن له أن يمحيه بالمرة- لأننا نعيشه، ولأننا قد تأتى لنا أن نعيشها عيشة لا تبلى ولا تفنى. ما من نفس حية إلا والموت واردها، والموت من نصيبهم حصرا. الموت، من دونهم، كأنها والعدم سيان. وهذا من شأنه أن يقطع الشك باليقين بأن الحياة هي التي تستحق، وهي التي تكتسي قيمة: الموت نفسه ليس له أهمية تذكر إلا بالنسبة إليها.” DRIVE