“Book Descriptions: إن صحَّ ما يقال عن أن الشاعر يمضي حياته كلها في كتابة قصيدة واحدة ، بصيغ وأشكال وأصوات متعددة ، فإن القصيدة تلك بالنسبة للشاعرة الأمريكية ماري أوليفر ( ۱۹۳۰-۲۰۱۹ ) تمت بأواصر وصلات لا تهن ولا تنقطع بعالم واحد هو الطبيعة؛ الطبيعة بكل مكوناتها الحية وغير الحية ، وكائناتها الأليفة وغير الأليفة ، الجميل منها والقبيح ، والصغير منها والكبير ، كان شعرها أشبه بالنشيد المطول الذي لم ينقطع إلا مع رحيلها ، في التغني بمفردات الطبيعة التي عشقتها ولازمتها واقتربت منها وعاشت فيها ، وأكاد أقول ، لها . وإذا ما قدر لك أن تقرأ شعرها عن قرب وتتأمله بحب ، فإن إصابتك بعدوى حب الطبيعة أمر محتم ولا مفر منه . لن تعود نظرتك إلى شركائنا في الحياة على الأرض کما کانت . سيمتد بينك وبينها خيط علاقة لامرئي يجعلك أرفق بها وأحنى عليها وأقرب منها ، على الأرجح أن ذلك لم يكن هدفًا تضعه نصب عينيها ، ولكنه إن تحقق لدى بعض القراء فسيكون ذلك مصدر سعادة وبهجة لها ؛ فالأدب العظيم بعد كل شيء هو ما ينجح في إحداث تغيير في نظرتك إلى الحياة وإلى العالم فلا تعود تراهما بعد قراءتك له كما كنت تراهما قبل ذلك .” DRIVE