حسن القرع على حديث أم زرع
(By أحمد بن عبد الغني التميمي الخليلي) Read EbookSize | 26 MB (26,085 KB) |
---|---|
Format | |
Downloaded | 654 times |
Last checked | 13 Hour ago! |
Author | أحمد بن عبد الغني التميمي الخليلي |
لقد توجهت أقلام المؤلفين نحو حديث أم زرع، اغترفوا من معينه، وعلوا ونهلوا؛ فمن مكثر ومن مقل، وكيف لا وهو عند من عرفه يُعدُّ معجزة لغوية بيانية، تتقاصر عن درك حقائقها همم العظماء، من اللغويين والأدباء؟!
ألا تعجب من هؤلاء النسوة اللواتي تعاهدن وتعاقدن ألا يكتمن خبراً - وهن الحرائر - فعبَّرت كل واحدة بكليماتٍ من درٍّ منضَّد، غير مكثارة ولا مهذارة.
والعجب: أننا لم نسمع إحداهن تستفهم صاحبتها عن مرادها، ولم تدخل الحيرة إليهن في فهم العبائر: أهي تمدح أم تذم؟ بل كلهن فهمن المراد، وكشفن الطوية، وميزن المبغض من المحب، بما ليس فوقه مزيد.
لقد فتَّق العلماء من هذا الحديث العلوم والفوائد، والغرائب والفرائد، والشوارد والأوابد، وأماطوا اللثام عن مخدراته، وأبانوا شيئاً من مكنوناته.
لقد تنوعت شروح العلماء على هذا الحديث، إلا أننا في هذا الشرح «حسن القرع على حديث أم زرع» سنرى مؤلفه المحدث الخليلي رحمه الله تعالى يتكلم بلغة التلويح والإشارة، مع ذكر فوائد جمة، ونقلٍ من كلام الأئمة.
فاستفتح كتابه بمقدمة لطيفة، ذكر فيها الحديث برواية الإمام الترمذي في «شمائله»، ثم تحدث عنه من حيث الرواية، ثم عرج فتكلم عمن خرج الحديث واعتنى به من أهل الدراية، ثم بيَّن ألفاظ الحديث على طريقة أهل الإشارة، ثم ختمه بنقل فوائد ونفائس مع اختصار في العبارة.
فما الزوجات اللواتي يتحدثن عن أزواجهن إلا نفوس تحدث عن أصحابها؛ دسيسة كانت أو زكية، والزوج هو صاحبها على تعدد أنواعها؛ فنفسٌ كتابها في عليين، ونفسٌ كتابها في سجين، وكل نفس راجعة إلى موطنها.
ودار المنهاج تقدِّم هذه اللوحة البيانية البلاغية الرائعة، وتبحر بقرائها في رقراق هذا السفر اللطيف، وهذا المورد المنيف؛ ليأخذ كلٌّ قسطه ونصيبه.”