“Book Descriptions: نهضت أم حمزون، ومن جدار البيت خلعت قالباً من الطوب، دخلت حجرتها وأغلقت الباب، قرأت عليه سورة"يس" مرات ومرات، ثم تمتمت شفتاها اللتان شققهما الفقد بالدعاء حتى الغسق. وفي قماش أبيض كفّنت القالب، ربطته جيداً وتلحّفت بمئزرها وخرجت. لم ترد على قادرة، بل أشارت لها بالسكوت، وهي تدس شكوة ماء و"خُرْج" الحناء تحت جلبابها. وطوال الطريق إلى المقابر لم يتوقف لسانها عن الدعاء، باكية الابن بحذر و مناجية الله بخفر. دخلت إلى مقام الشيخ الخطاف، خضبت مقدمة مقامه بالحناء، ثم استكانت أمامه تدعو بنشيج خافت: الجلد جلدك والجسم جسمك وكل ما فَنى لك أنت تصرف فيه ما حدّ عارف إلا أنت وأمام ساحة المقام دفنت الحجر المكفّن كأنه بدن فارق الحياة، صبّت عليه الماء وغادرت إلى بيتها، في انتظار العدل بعد الأربعين.” DRIVE