“Book Descriptions: يستلهم الروائي عبد القادر الجماعي أحداث روايته من محطات مهمة من حياة الأمير عبد القادر الجزائري منذ نعومة أظفاره وشبابه ومبايعته ومقاومته للاستعمار الفرنسي، التي انتهت باستسلامه ومغادرة الجزائر مع رفاقه نحو فرنسا، حيث يسجنون وبعد مدة يطلق سراحهم، فيتوجهون نحو تركيا ثم نحو سوريا، حيث يستقر ويسكن البيت الذي سكنه قبله محيي الدين بن عربي، وهناك يقضي بقية حياته يدرس كتب الشيخ الأكبر بالجامع. يمتزج في هذه الرواية الخيال بالحقيقة والتاريخ بالأسطورة في موضوعيتها وحياديتها، فرغم أن المؤلف كتبها بالفرنسية، فإنه لم يتملق القارئ الفرنسي ولم يغازله ولم يحاول استمالته بوصف غرائبي وعجائبي، أو بالحديث عن الحريم والحب المحرم، حيث يذكر الروائي أن محيي الدين ربّى ابنه عبد القادر تربية إسلامية صحيحة، فشب متمسكاً بالإسلام عقيدة وسلوكاً، ملتزماً بقيم الإسلام دين التسامح ونبذ العنف مهما كان نوعه. لم يكن الأمير عبد القادر قائداً عسكرياً مقاوماً للاستعمار الفرنسي فحسب، لكنه كان عالماً متسامحاً حداثياً متفتحاً، وعاشقاً للكتب والقراءة، وصاحب خطاب نهضوي، ومن دعاة الانفتاح على حضارة الغرب، والانتفاع ببعض مزاياها، فأخذ عنها بعض الصناعات مثل صناعة الأسلحة، وكان من دعاة الحوار بين الحضارات والأديان، وقد حاور الفرنسيين على مختلف تياراتهم واتجاهاتهم وأطيافهم، وتعامل مع الناس دون مراعاة لدياناتهم أو جنسياتهم، فعامل الأسرى الفرنسيين برفق وحمى المارونيين الذين تعرضوا للمذابح في لبنان وسوريا” DRIVE