سيدة الشتاء ( للعشق فصول #1)
(By Blue me) Read EbookSize | 22 MB (22,081 KB) |
---|---|
Format | |
Downloaded | 598 times |
Last checked | 9 Hour ago! |
Author | Blue me |
أقفل باب السيارة .. فنظرت إليه بحيرة ورددت :- سيدة الشتاء !!!
ابتسم بغموض قائلا:- تذكرينني بقصة قديمة عن فتاة أحبت الشتاء بجنون جعل أصدقائها يطلقون عليها اسم سيدة الشتاء لأنها ما كانت تمانع بالاغتسال تحت قطرات المطر مهما كان الجو باردا أو قارسا
أثار فضولها فسألته :- وما حكايتها ؟
:- كان لها حبيب يحمل في قلبه قسوة لم تناسبها .. تشاجرا ذات ليلة ممطرة وهو يقود سيارته بها في طريق مقفر .. فطلبت منه في لحظة غضب إنزالها من السيارة فلم يتردد في الإجابة على طلبها .. وسرعان ما تركها وحيدة في العراء ومضى في طريقه
تمتمت دون أن تفكر :- النذل
ابتسم ولم يعلق .. بل تابع :- بعد قيادته لبضع كيلو مترات وخزه ضميره وتذكر حبه العميق لفتاته .. ولم يستطع المضي أكثر .. فعاد أدراجه إلى حيث تركها ليفاجئ برؤية ملابسها وحذائها وجميع متعلقاتها .. ولكن بدون أي أثر لها
بالرغم منها .. أحست أماني بجسدها يقشعر من غرابة القصة .. سألت مترددة :- ما الذي حدث لها
:- اختلف الناس في تفسير ما حدث .. البعض قال بأنها قد سئمت من حبيبها وقررت الاختفاء من حياته ولكن ليس بدون تلقينه درسا وإثارة الذعر في نفسه .. وبما أن عائلتها لم تسمع عنها شيئا .. واستحالة تحركها بدون ملابسها .. عزا البعض ما حدث إلى ظاهرة الاحتراق الذاتي الشهيرة التي لم ينجح أحد في تفسيرها .. والبعض الآخر علل الحادث بهوسها القديم اتجاه المطر .. فدموع القهر والغضب التي ذرفتها بعد رحيل حبيبها امتزجت بقطرات المطر .. فحصل اتحاد مزج بين روحها وجوهر هذا الماء السماوي فذابت خلاياها معه .. وشربت الأرض العطشى بقاياها إلى آخر قطرة
صمت بعدها مراقبا وجهها المتصلب الذي فقد شيئا من لونه .. أحست أماني بأن الأمان الذي أحست به قبل دقائق قد اختفى .. وبدا لها المكان المقفر والمظلم الذي تخلل صمته صوت ضربات المطر الرتيبة على سطح الأرض الخشنة .... مخيفا
تحاشت النظر إليه وهي تقول بصوت مختنق :- لقد بدأت أشعر بالبرد .. أظنني سأعود إلى السيارة”