“Book Descriptions: هذه حزمة من المقالات، نشرها علي عزتبيغوڤيتش بين عامي 1967-1981م، وتكشف قسطًا مُهمًّا من تطوره الفكري قبل سجنه الثاني (1983-1988م). ومن ثم؛ يُعَدُّ هذا الكتاب مفتاح الولوج الحقيقي إلى فكره، وأول ما يجب أن يُطالعه القارئ من كُتبه؛ ففيه كذلك "مسودات" كثير من فصول مؤلفه العمدة: "الإسلام بين الشرق والغرب"، وبذور القضايا الرئيسة التي شُغِلَ بها. وعليه؛ فهو أيضًا أول مُعالجة لهذه القضايا، بما تشتملُ عليه النظرة الأولى -أحيانًا- من قصور؛ بيد أنها تكشفُ كيفيَّة تبلور رؤيته ونهجه، ومبادئ نسقيه الفكري والأخلاقي. صحيح أن بعض المقالات الأخيرة، التي يتكوَّن منها الكتاب؛ قد كُتِبَت في مراحل متأخرة، تتلو نشر كتابه العمدة؛ بيد أنها تعكس روح النظرة الأوليَّة نفسها. ويبدو أن الأستاذ كان يتَّخذُ من كتابة المقال خطوة تجريبية أوليَّة لبلورة فكره، وتطوير نسقه.
إن علي عزتبيغوڤيتش وفكره حلقة محورية في تاريخنا، حلقة مُلهمة وجديرة بالدرس والتأمُّل؛ خصوصًا وهو المفكر المسلم الوحيد، الذي تمخَّض عنه الإطار التحديثي إبَّان القرن العشرين؛ الذي حمل فكره معه إلى أريكة السلطة، وسعى لتنزيله في الواقع، والاطراد معه. ففي مدرسته؛ سنتعلَّم الصدق مع الله، والصدق مع النفس، وحُسن الاستقامة على القيم، والاطراد معها. سنتعلَّم من الأخطاء والمزالق، كما سنتعلَّم من الفتوحات والانتصارات الفكريَّة والحركيَّة. وإن أعظم حكمة يمكن أن نُفيدها من دراسة أي مفكر مسلم، أفضى إلى ما قدَّم ونحن نحسب فيه الإخلاص؛ هو أنه لولا خطؤه لما عُلِّمنا نحنُ الصواب بحول الله تعالى. وإن الكمال البشري لا يكمن في الفرد المفكر ذاته ونسقه الفذ، وإنما فيما يفيدُ به أمته، إما باحتذاء خطواته أو تفادي سقطاته؛ لتتكامل مسيرتها بجهود أبنائها ومساعيهم مجتمعة.” DRIVE