“Book Descriptions: في ديوانه «حراشف الجهم يرسم أسامة الدناصوري صورة ذلك الكائن المتفرد، ولا يكتفي بتسميته «المسخ» ولكنه يرسمه في قصيدة أخرى كائنا أسطوريا يتخفى وراء درقته الصلدة ويخفي وراءها ألمه ورقته وفلسفته معا:
يستطيع الجهم أن يجلس القرفصاء/ لأحقاب طويلة/ مصوبا حدقتيه/ للبعيد.. الذي لا يراه سواه./ وفي المكان الذي لا يخمن الحاذق / أنه يحدق فيه/ ولكنه هنا ليس مثل قنفذ سعدي يوسف : هذا الكامن المأخوذ بالأشياء في قارته القديمة/ والمحتبي في الغفلة العظمى/ الذي إذا ظنه الاطفال ـ يوما ـ كرة الأسمال يلهون بها،/ أو حسبته المرأة الصخر الذي يدلك رجليها/ وأفعى النخل إن ظنته فأرا هامدا ـ/ ما حل من حبوته./ لكنه في أول الليل/ وفي قارته القديمة،/ يسعى/ بطيئاً/ مسرورا بأن الأرض فيها هذه الفتنة.
الجهم عند الدناصوري تغلفه قسوة بالغة فلا تستطيع الكائنات معاشرته: له ما للغابة من وحشة/ وما للبحر من غموض/ وجههُ/ لم يستطع أحدٌ وصف ملامحه بدقة./ وعيناهُ/ يقال .. ينكسر الضوءُ دونهما رهقا./ عاشرته الكواسر / لكنها سرعان ما لاذت بالفرار/ متبرِّمة من غلظته./ هو الذي إذا نطق / تغير الطقس./ ولا أحد يذكر أن رآه ../ ضاحكا.. أو باكيا./ لا يندهش لشيء قط/ فلقد عاش حياته قبل ذلك.” DRIVE