“Book Descriptions: النبوءة تمنح وعداً بالخلاص والحياة الأخرى، وهذا الوعد والأمل نجده بتأسيس على وفق حضور شخصية النبي العماني يونس في مقابل إستدعاء نبي الله يونس الذي دخل في بطن الحوت في القصة القرآنية، وقد فعل ذلك الروائي أحمد الزبيدي في روايته (الإنتماء) وبعنوان فرعي (النبي العُماني يونس) بوصفه أبي النبي رمزاً وأملاً بالبشرى والخلاص، وعلى الرغم من أن الشخصيات منذ بداية الرواية حتى نهايتها ارتكزت على شخصيات ذات إيديولوجيات مختلفة ضدية تصل إلى حد التناقض والصراع الفكري والديني، فهل أراد الكاتب الزبيدي تقديم صورة كلية خاصة تعبر عن الحاضر والماضي معاً؟ أم أراد السير إلى نهاية محتومة، للقول: إن لا كرامة لنبي في وطنه، أو بالأحرى أن لا كرامة لعربي في وطنه؟... تدور أحداث الرواية في صحار، وتبرز عمليات المقاومة ضد الإحتلال الفارسي للمنطقة ومحاولته إقصاء السكان وتهميشهم، وهنا يكون لبطل الرواية الفتى يونس دوراً في رفض الإحتلال والبدء بمشروع ثقافي وآخر عسكري "مشروعان توحدا في مشروع واحد، اسمه المقاومة". هذه الأحداث يقولها أحمد الزبيدي في روايته بدءاً من العنوان الذي يشيء بالنبوءة التي تروم الخلاص في ظل علاقة غير متكافئة تقوم على الإستعمار والمقاومة، ويقولها بسرد يمضي صعداً في وقائعه، ويترجح بين الخارج "الأحداث" والداخل "الأفكار". وفي الرواية راوٍ واحد يمسك بخيوطها ويستخدم صيغة الغائب الذي يختفي خلفه الروائي، كما يمكنّ أن يتقاطع مع بعض الشخصيات، كما يعمد الزبيدي إلى التمهيد للأحداث في مطلع كل فصل برسم الإطار الخارجي من مكان وطقوس وناس، يتحرك فيها مكوك السرد بين مجموعة من المتضادات المكانية والزمانية والشخصية والمفاهيمية، يتلمسه القارئ ليجده إنعكاساً للحقيقة في زمن الحرب وليس السلام. من أجواء الرواية تقرأ: "... كانت المدينة تعج بالأفكار والديانات، وتصطرع في منابرها الإتجاهات، فاليهودية كانت هنا، والمجوسية أنشأت لها خلايا مدعومة بكتائب قوات الإحتلال الفارسي، فيما تمسَّك العرب العمانيون بداية إلههم عزوز، وبمجاري الريح "ساقي الخمر" حيث شرب العمانيون البياسرة نخبه نبيذاً صافياً من عنب الجبال اللذيذ، وإلى جانب كل هذا، ثمة أقليات عربية تعبد أصناف شتى من الأصنام، كاللآت والعزى، وبينهما "مناة" الأنثى...” DRIVE