“Book Descriptions: كان غيره يبكي كلما سنحت له الفرصة..أما هو فكان يَختِل الفرص في محطات القطار,وكراسي الإنتظار,وغرف الغربة;ليكتب. كان يتوسد منتصف عمره وأكثر,يعود بذاكرته الخمسينية طفلاً يجتر أفراحه,أوقد منارة الفجر في قريته الصغيرة,ثم رحل. ظل يحمل حقيبة الزمن,وتكبيل الدقائق;ليسافرا معاً في ذاكرة الكتابة. ست سنوات وهو يقلب شواهده,يصالح ذاته,يُطعمها الوحدة والجوع والغربة,يُسكنها الممرات البعيدةَ..أقبية الوحشة..منافي الألم..أم رحلت.. عصفور مات فجراً..جموع ألفت صوته وألف حضورها..الأصدقاء ورائحة خبز الطفولة! يكتب واقفاً..هذه الوجوه التي ينحتها صرير قلمه تستحق الوقوف! أما الثقوب السوداء;فكان يرممها بقلبه,ويصلي عليها صلاة التسامح. هل أكتب؟! كان يسأل نفسه! وماذا ستكون الكتابة عند ذاكرة لم يعد الحرف يتسع لها,ولم تعد ذاكرة الآخرين تحتملها.. ربما لصغاره..الذين ولدوا ((هنا)),يوم أن كان هو ((هناك))! وربما كان يجيب عن أسئلتهم,وعن بائع الجرائد الذي أتى في موعده,فلم يجده,كان الغياب الغياب أكبر فجيعةً من السؤال.