“Book Descriptions: تدربت جميلة على يد سندس على فنون التعامل مع العقارب، ولم تعد المسألة تثير مخاوفها، غير أن الهواجس تحاصرها اليوم، فتنظر إلى المخلوق السام بشئ من القلق. فهي لا تريد أن تخاطر بفقدان صديقتها الوحيدة. تُغلق عينيها و تغطيهما بكفيها حتى لا تنفاح إحداهما مدفوعة بحب الإستطلاع. في عزلتها اللحظية تسترجع تلك الليلة الغبراء التي استيقظت فيها قبل الفجر مباشرة. أزعجتها خطى متعجلة لأكثر من شخص. كانت شهقات النسوة المكتومة أكثر إيلاماً من العوسل المراسمي الذي أعقبها. مشهد قريباتها منتفخات الأعين وقد غطين بالرماد، أكد للطفلة تلك للحقيقة التي كانت استنتجتها بالفعل. و كان موت أقرب الناس إليها تجربة قبيحة خالية من الوقار. لكنها مع هذا لم تحدث تلك الرجة العنيفة التي توقعتها.
ثم جاء شعور الفقدان... إدراك أن ما ضاع غير قابل للتعويض، و تلاه الإحساس بالعجز. تظل حاجبة عن نفسها البصر حتى تفيقها نداءات سندس المتكررة، تفتح عينيها في اللحظة التي تسدي سندس فيها ضربة الرحمة. تلوي بحسم ذيل العقرب و تفصله عن جسدها، و تهز النخلوقة المسكينة من رأسها. فتشهد العذراوان قطرات السم و هي تتساقط على الرمل.. كنطفة رجل متهور.
"يا عقرب العقارب.. يا حكيمة المخلوقات.. الحق قولي.. و الضلال بددي.. المستور اكشفي.. و اللئيم افضحي.. يا عقرب العقارب.. يا حكيمة المخلوقات." تنشد الفتاتان عدة مرات، ثم تحيط سندس العقرب بكفيها المضمومتين، و ترفعها لأذنها، ثم لأذن جميلة، و تنصتان باهتمام.. لهمس العقرب.” DRIVE