الإلهاء الرائع: شد من أزر المستائين
(By عبد الله ثابت) Read EbookSize | 21 MB (21,080 KB) |
---|---|
Format | |
Downloaded | 584 times |
Last checked | 8 Hour ago! |
Author | عبد الله ثابت |
خلال قراءة الكتاب سيكتشف القارئ أن العنوان الفرعي "شدٌّ من أزر المستائين" الذي وضعه الشاعر لكتابه، لم يأتِ من قبيل لزوم ما لا يلزم، بل من قبيل الإمعان في الدلالة على النهج العام الذي يقتفيه الشاعر في انحيازاته الشعرية، بما يعنيه ذلك من انحيازات معرفية وفنية، وربما واقعية أيضًا.
من طرائقه التعبيرية، على سبيل المثال، أنه أخذ إرشادات السلامة لدى الخُطُوطِ الجوِّيَّةِ السُّعُوديَّة، وناقشها شعريًا، وقد أشار إلى أن العباراتُ بين علامَتَي التَّنصيص مُقتبسَة مِن إرشاداتِ السَّلامة تلك:
"في حالةِ انخفاضِ الضَّغط، داخلَ المَقصُورةِ، ستسقطُ أقنعةُ الأوكسجين تلقائيًا.. سَارِعْ بتناوُلِ أقربِ قناعٍ إليكَ، شُدَّهُ للأسفل، ثَبِّتْهُ على الأنفِ والفمِ، ومن ثمَّ يُمكنُكَ مُساعدةُ الآخرين"
مهلًا!
دَعُوني أُعيدُها.. لو كنتُ فهمتْ!
أحقًا.. عند الضَّغطِ والاختناق
ستتدلَّى أقماعُ الأوكسجين مِن نفسِها؟!
أوووه.. لمَ لا يحدُثُ هذا في الأرض!
أرضِ المنغّصين.. مكفهرِّي الملامحِ والطِّباع،
النَّاشبين بحُلُوقِنا بمجرَّدِ الخُرُوجِ مِن البيت
البارعينَ في استفزازِ الأبواق؟!
لمَ لا يحدُثُ هذا في الشَّوارع
التي لا أدري مَنْ سمَّها بالسَّريعة
وهي أقربُ للقِطَّةِ عَنَاء.. مِن يومِ الحشر؟!
لمَ لا.. في المكاتبِ وحدائقِ الجُمُوع
في عزائمِ الرِّيَاءِ ورسائلِ المَثُوبة؟!
فيا ليتَ تلك الأقماع
كانت ستسقطُ بهذا السَّخاءِ التِّلْقائي
وقتَ حاجتِنا الأرضيَّة
لأسبابٍ لا تُحصى
أقلّها؛ وفرةُ الغباء.. والثَّقيلِين...".
سيكتشف القارئ أيضًا أن "الإلهاء الرائع" منقطع الصلة، إلى حد كبير، عن السائد الشعري العربي، وكأنه مكتوب بلا مرجعية، وكأنه، فيما يُكتب، فإنه يكتشف حقلًا آخر، جديدًا للشعر.
من الكتاب:
فِهرِسْت الحماقات،
أنْ تتركَ النِّهاياتِ مفتوحةً في الحياة،
لا في الرِّواياتِ والأفلام!
أنْ تندفعَ بلا حُسْبَانٍ وراءَ طبيعتِك
وقد مرَّنتْكَ اللَّيالي
على تمارينِ التَّريُّث!
أنْ تُلقي نصوصًا..
كنتَ قد كتبتَها بقلبٍ مَفطُور
على مَعتُوهين!
حماقة.. ألَّا تغتسلَ بعدَ مُصافحةِ المُنتهزِين
ألَّا تضعَ القمامةَ - أيًا كانت - بغيرِ مكانِها
وأنْ تشعرَ بالغُبْن، ولو أحيانًا،
على ما فات!
أن تتَّكِئَ مرَّة أخرى
على مَنْ خَذَلُوكَ مِن قبل،
وألَّا تَنتبهَ جيدًا..
لرُوحِكَ العارية!”