“Book Descriptions: لنفتحْ بعض الكتب القديمة، العربية أو اللاتينية، تلك الكتب التي لا نقرأها ومع ذلك نعارضها بغير وجه حق. سنجد هناك كُتَّابا من العصر الوسيط، مهووسينَ لا بمحاربة الفكر، ولكن بمساءلته، وبطرح الأسئلة حوله. هم يفكِّرونَ بالفعل، ويحرِقونَ أعمارهم في التفكير: يضعونَ الحياة -حياتَهم- على طاولة أمامهم، ويتراجعون قليلا إلى الخلف، ثمَّ يتفرَّسُون فيها، ويتساءلون. ونحن نفهمهم: هم فقط يسعَوْنَ لإدراك ماهيَّتهِم، وما هم فاعلونَ، وما هو هذا الذي يملأهم أملا، ويعيشونَ ويفنَوْنَ من أجله. ماذا يقصدون بالتفكير؟ يقدِّم ديكارت جوابه الخاص، بالنسبة للإنسان: أنا شيء يُفكِّر، أي "شيء يشُكُّ ويتصوَّرُ ويؤكِّد وينكِر ويريدُ ولا يريدُ، أنا أيضا شيءٌ يتخيَّلُّ، وشيءٌ يحِسُّ". لكن ماذا يقولونَ هُمْ، هُمُ الذين عاشوا وقالوا كلمتهم قبله؟ ماذا سيكون جوابُهم، داخل لغاتهم؟ ما هوَ هذا الجوابُ، المزعج ربما، فالمتروكُ للنسيان، ومن ثمَّ: الجديدُ، بالنسبة إلينا. هذا هو ما نبحث عنه، بكل حريةٍ، وبطرق جميع الأبواب.” DRIVE